حُلمٌ يسير ..
ليس على الله بعسير ..
فمَن يشاركنا حُلمنا ؟؟!.
حُلمٌ بسيط ..
سفينةٌ في نهرٍٍ , بحرٍ , أو محيط ..
فلماذا لا نحقق حُلمنا , و تظل المحبة شعارنا ؟؟!.
لقد جمعتنا المحبة في الله .. فمَن يُفرِّقنا ؟؟!.
دعونا نرجع إلى البداية ؛ حتى نفهم أصل الحكاية ..
البداية لم تكن هنا .. لم تكن بهذه الصورة .. لم تكن كذلك أبداً ..
البداية كانت قصة ..
مجرد قصة ..
قصة توبة هي .. توبة ممثلة ..
تابعناها سوياً ..
و مع توالي حلقاتها , تنامت مشاعرنا .. تناغمت أوتار أرواحنا .. تآلفت قلوبنا ..
و مع الحلقة الأخيرة من قصة الممثلة , و مع موعد إسدال الستار , و لحظة نزول كلمة النهاية , يتبعها إضاءة الأنوار ..
لم ينصرف أحدنا ..
لم تكن هذه هي النهاية لقصتنا ..
فقد تولدتْ بداية جديدة ..
بداية عهد محبة .. محبةٍ زرعها الله بداخلنا دون تدبيرٍ منا و لا تخطيط ..
و قررنا الاستمرار ..
و لأن قصتنا الأولى كانت عن التوبة ..
فقد قررنا أن نحكي قصصنا ..
قصص توباتنا .. و لحظات أوباتنا ..
تعارفنا أكثر .. تآلفنا أكثر .. و زادت المحبة في قلوبنا أكثر و أكثر ..
كم من ليلةٍ اجتمعنا فيها معاً نستمع لقصة توبة !!..
كم من صباحٍ بدأناه سوياً بقراءة أذكار الصباح !!..
عهدناه بيتاً لنا .. و قصص التوبة أولى موضوعاتنا ..
و حين شاء الله أن ينتقل بيتنا إلى الأرشيف , كنا قد أصبحنا كالجسد الواحد , الذي إذا اشتكى منه عضو , اشتكت بقية الأعضاء و تألمت , و تداعت له بالسهر و الحمى ..
كنا قد تعلمنا معنى المحبة في الله دون أنسابٍ بيننا ..
و ما أعظمه من معنى !!.
و كان بيتنا الثاني ....
لم نبتعد كثيراً عن موضوع التوبة ..
و لكننا أضفنا إليه ساحةً للمحبة ..
تعودنا أن نفرح لفرح بعضنا , و نحزن لحزن الواحد منا ..
مررنا معاً بلحظات يأسٍ و حزن ..
و لامستْ وجوهنا نسائم الأمل و السعادة ..
أيام ميلاد .. أوقات نجاح .. سنبلات تميز .. مشرفين و مشرفات من أهل بيتنا .. عزاء و مواساة ..
حزنٌ و فرح .. يأسٌ و أمل ..
تقلبات كطبيعة الحياة ذاتها , و كتقلبات فصولها ..
و لكننا استمررنا ..
استمررنا في حياة ملؤها المحبة , و رجاؤنا فيها أن تقودنا إلى جنة بإذن الله ..
شعارنا محفورٌ بأعماقنا ....
( لقد جمعتنا المحبة في الله .. فمَن يُفرِّقنا ؟!. )
اعتدنا أن نُطلق على موضوعنا اسم البيت ..
و الآن .....
حان الوقت كي ننتقل ..
لن نترك بيتنا ..
لن نُفرِّق جمعنا ..
بل لن يتركنا بيتنا , و إن تغيرتْ طبيعته هذه المرة !!.
و لكنا سنظل نُطلق عليه بيتاً ..
بيتنا ..
مستقرنا هذه المرة سيكون بسفينة !!.
ستكون هذه السفينة هي بيتنا الثالث !!.
كان مجرد حلم لإحدى أخواتنا , و الذي حولته أخت لنا أخرى إلى صورة شبه واقعية في إحدى الليالي ..
حلم السفينة التي نستقلها معاً لتجوب بنا الدنيا !!.
فلماذا لا نعيش هذا الحلم ؟!.
و لماذا لا يكون هو واقعنا الحي ؟!.
أن نستقل سفينة , لتطوف بنا وسط الأنهار , البحار , و المحيطات ..
ليس مهماً أن يكون هو نهر النيل أو الفرات ..
البحر الأحمر أو الأبيض المتوسط ..
المحيط الهادي أم الهندي أم الأطلنطي ..
المهم ...
أننا معاً ..
سنستقل السفينة معاً ..
كما تعودنا دوماً ..
و ستتحرك بنا ..
سنجوب بها و نجوب ..
و نحط فوق الجُزر ..
هذه الجزيرة سنتدارس بها الحديث الشريف .
و بتلك الجزيرة سنخوض في أمور العقيدة ..
هنا سنعرف أشياء عن العبادات ..
هنا سنتحدث عن الأخلاق ..
أما تلك الجزيرة الخضراء , وارفة الظلال , فسنقطف منها وردات عطرات ..
فهذه الوردة تحمل لنا عبق القرآن الكريم ..
و بهذه الوردة عطر السنة المحمدية ..
ربما تحط سفينتنا على جزيرةٍ مجهولة بالنسبة لنا ..
سنستكشفها , و نتعلم كيف نتعلم منها , و لا نخرج منها بغير إفادة ..
و حين يجن الليل متسربلاً بعباءته السوداء ليلفنا بها , سنعود إلى سفينتنا , التي هي بيتنا ..
سنعود لنلتف حول أضواء الشموع التي تتراقص رقصات محمومات ؛ لنستمع إلى القصص , و نتسلى بطرح فوازير التوبة , و نتسامر ..
نقرأ روايات , و ننظم أشعارا ..
و حين يغلبنا النعاس بسطوته التي لا تُقهر , سنغمض أعيننا راضين .. مستعيدين ما تعلمناه في يومنا .. مستعدين ليومٍ جديد من العبادة ..
من الإفادة ..
من المحبة ..
سنظل معاً - إن شاء الله - يداً بيد ..
قلباً على قلب ..
و لن يغادر سفينتنا أحد , إلا ليقطف لنا زهرة نتعطر بأريجها ..
زهرة من زهور العلم و العبادة ..
ليظل دوماً شعارنا ....
لقد جمعتنا المحبة في الله .. فمَن يُفرِّقنا ؟!.
و أملنا ....
أن تقودنا سفينتنا إلى جنة الخلد بإذن رب العالمين ..
ليعود تجمعنا من جديد ..
إخوان , على سررٍ متقابلين ..